JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

header img
بين حبٍ يمنحك الحياة… وحبٍ يسرقك من نفسك

بين حبٍ يمنحك الحياة… وحبٍ يسرقك من نفسك

#sa
0
(0)
author-img
Owner
بين حبٍ يمنحك الحياة… وحبٍ يسرقك من نفسك
بين حبٍ يمنحك الحياة… وحبٍ يسرقك من نفسك

هو كلمة مؤلفة من حرفين، لكنها تحمل داخلهما شعورًا قادرًا على قلب الموازين. إنه الوقود الأعمق، والدافع الأصدق، والتجسيد الكامل لمعنى الاستمتاع بالحياة. إنه الحب… الشعور الذي يمنح الأشياء قيمتها، ويُلبس الأيام لونًا مختلفًا. قد يبتكر الناس أيامًا وطقوسًا للاحتفال به، لكن الحقيقة أن القلب لا ينتظر تقويمًا ليشعر، ولا يحتاج مناسبة ليُعلن ما فيه. الحب لا يرتبط بتاريخ، بل بلحظة صدق تنبع من الداخل.
أما رغبتك في الاحتفال أو الامتناع، فهي حقّك ما دمت تستند إلى قناعة نابعة من داخلك، لا لشيء سوى احترامك لمشاعرك. وإن كنت لا تجد سببًا يجعل هذا اليوم مناسبًا لك، فمشاعرك هي المناسبة نفسها. نحن لا نحتفل في ديننا الإسلامي إلا بما شرعه الله لنا… أما الأيام الأخرى، فالمهم فيها صفاء القصد لا شكل المناسبة.

إن جوهر الحب هو حب الله عز وجل؛ فهو الحب الذي يسكُن القلب فيُهذّبه، ويهديه، ويقوده للطريق الأقوم. حب الله ليس شعورًا عابرًا، بل منهج حياة، وراحة روح، وبوصلة توصلك للجنة التي نرجوها. هذا الحب يثمر طاعة، ويغرس فيك خضوعًا جميلًا، ويقربك منه جلّ في علاه. حين تحب الله حقًا، تلمس أثر حبّه في كل تفاصيلك… في دعائك، وخطواتك، حتى في رغبتك الصادقة بأن تكون أفضل.

ثم يأتي حب الذات… وهو ليس أنانية، بل وعي بأن نفسك تستحق أن تمنحها ما يليق بها من تقدير. أن تحب ذاتك يعني أن تجتهد لتصبح النسخة التي ترضاها أنت أولًا قبل الآخرين. الحب الحقيقي ليس خضوعًا، بل توازنًا بين ما نقدمه للآخرين وما نقدمه لأنفسنا. ومتى استقرت محبتك لذاتك، أصبح عطاؤك أنقى، وعلاقاتك أصدق، ومشاعرك أثبت. فالحب ليس مجرد ميل تجاه شخص ما، بل هو جهد يُبذل، وبذرة تُسقى، وثمار تظهر حين يكون العمل خالصًا، والرغبة صادقة.

أما إن كان دافعك للعمل هو جمع المال فقط، فحينها قد تصل، وقد تنجح، وقد تبلغ منصبًا مهمًا… لكنك ستدرك مع مرور السنوات أن شيئًا ما بداخلك يُستنزف. فالشعور بأنك آلة مهمتها إدخال الأموال وإخراج الجهد يسرق منك لذة الحياة. نعم، قد تمنحك الأموال قدرة على امتلاك أشياء تُسعدك من الخارج، لكن السعادة الحقيقية لا تبدأ إلا من الداخل، من تلك الأجزاء التي إن أهملتها تآكلت، مهما جمعت من ممتلكات.

ابحث أولًا عمّا يجعل قلبك يستجيب، عمّا يوقظ في داخلك رغبة صادقة في الفعل. فإذا أحببت ما تعمل، أحببت الحياة، حتى لو كان الطريق طويلًا أو النتائج متأخرة. المتعة الحقيقية ليست في المال الذي تكسبه، بل في الطريقة التي تعيش بها، وفي الجهد الذي تقدمه بروح راضية. والشيء الذي تفعله بلا حب، لن يمنحك سوى شعور فارغ بإنجاز مؤقّت.

هناك نوع من الحب المرهق… حبٌّ يبقى مرتبطًا بالتعلّق المفرط، ويجر خلفه خوفًا من الفقد، ومحاولة للسيطرة على من نحب أو على مشاعرنا تجاهه. هذا النوع يدفعك للتصرف بطرق لا تشبهك، فقط كي لا تفقد وجود الآخر في حياتك. ومع الوقت، تكتشف أنه بعيد كل البعد عن المعنى الذي يرضاه الله في خلقه وتعاليمه.

وأعلم كذلك أن الحياة ليست سهلة، وأن الله سبحانه وتعالى خلق لنا الجنة والنار ليبتلينا. فالدنيا بطبيعتها دار امتحان، ولا يمكن أن نجد فيها الحب في كل زاوية، ولا أن نشعر بالأمان في كل خطوة. سنواجه الخذلان، ونفقد أشياء، ويخيب أملنا في أشخاص، لكن هذا لا يعني أن نتوقف عن المضيّ، ولا أن نُطفئ مشاعرنا لأن أحدهم لم يبادلنا حبًا نقيًا.

ربما لم نحصل على الحب الذي نتمناه، وربما فُرض علينا واقع لا نحبّه، لكن هذا لا يمنعنا من أن نعيش، ولا أن نتعلم التكيف، ولا أن نرضى بما كتب الله لنا. بعض الأمور مجبرة، وبعضها لا نملك تغييره، لكننا دومًا نملك طريقة التعامل معه، ونملك أن نخفف أثره علينا.

فإن كان في حياتك شيء يؤلمك، فربما لا تحتاج لتغييره بقدر ما تحتاج لتغيير زاوية رؤيتك له. وإن وجدت نفسك أمام محبة لا تُبادلك نفس القدر، فاعلم أن الاستبدال بخير محبّ نعمة، لا يجب أن تتردد في الأخذ بها… أبدًا.

اترك الوظيفة التي تُشعرك بالاختناق، تلك التي تمنحك مالًا لكنها تسلبك داخلك. لأنك — دون أدنى شك — ستبدع في عمل تحبه، وستجد السعادة التي أصبحت في هذا العالم المزدحم نادرة كالأمان. لا تربط حياتك بعمل يُطفئك، ولا تسمح أن يتحول قلبك إلى خزان للحقد أو الضغط أو الكبرياء المكسور.

ولا تجعل ارتباطك بإنسان لمجرد الارتباط أو لإرضاء المجتمع أو لأن الآخرين ينتظرون منك ذلك. ارفض أن تزج بنفسك في علاقة تُشبه القيود… لأنك إن بقيت مع شخص لا تحبه، ستخسر نفسك قبل أن تخسر تلك العلاقة. ستعيش سنواتك وأنت تحمل شعورًا بالضياع، وستظن أن طاعتك لأوامرهم كانت واجبًا، بينما هي في الحقيقة حياة ضحية.

تذكّر دائمًا أن الزواج ليس صفقة، ولا قيدًا يجب أن تُجبر نفسك عليه. لا ترتبط إلا بمن يوقظ داخلك شعور الاطمئنان، وبمن تحبه على قناعة لا على خوف أو ضغط من أحد.
فأنت أغلى من أن تربط مصيرك بما لا يشبهك… وأجدر بأن تمنح نفسك فرصة كاملة لتعيش وتحس وتستمتع بنعمة الحب.

نعم… إن الحب عطية عظيمة من الله، قوة تُحرّك الروح وتخفف ثقل الأيام، وتمسح عن القلب بعضًا من أوجاعه. هو الذي يجعل لحظات الألم محتملة، ويحوّل الحزن إلى شيء نستطيع المضيّ معه. وربما كان حبك لأناسٍ غادروا حياتك سببًا في انكسارك، وربما كان حبك لعملك هو ما دفعك إلى قبول ما لا يشبهك أو راتب لا يليق بك. فكم من شخص قَبِل بالقليل بدافع الحب، ليكتشف لاحقًا أنه سلّم قلبه وسعادته لشيء لا يستحق.

الحب قوة… لكنه أيضًا سلاح ذو حدّين؛ إن تسامى بك رفعك عاليًا، وإن تعلق قلبك بغير موضعه أسقطك إلى سبع أرضين.
وهناك نوع آخر من الحب… الحب المرهق الذي يأتي بصوت التعلّق، ويجرّ خلفه رغبة في السيطرة على مشاعرك أو على من تحب. حبٌّ يفقدك توازنك، ويقودك إلى أفعال لا تشبهك، وربما إلى تجاوزات تُبعدك عن نهج الله وعن نفسك الحقيقية. هذا النوع يستهلكك بصمت، ويجعلك أسيرًا لشيء لا يضيف لحياتك سوى المزيد من الضياع.

لهذا… احذر أن يخدعك حبٌّ يسرقك من قيمك. وتعلّم أن تقف في المنتصف، حيث الاتزان.

أحكم سيطرتك على مشاعرك، ولا تجعل الأشخاص أو الأشياء يقودونك حيث لا تريد. وإن وجدت نفسك تنجرف نحو أمر يُغضب الله، أو شعرت بأن الحب يدفعك لخطأ أو معصية، فذلك نداء من داخلك للتراجع فورًا، والعودة إلى الطريق المستقيم.
واعلم أن الله — سبحانه — هو العون الأقوى، وهو الحصن الذي يحمي قلبك، وبه تُصان نفسك من أي جنوح، ويُبقيك واقفًا أمام كل شيء قد يغضب ربك.

نعم… حب الله هو الملجأ، وهو ميزانك الحقيقي في تمييز ما يستحق قلبك وما لا يستحق.

للإنضمام الى قروب الواتساب يجمع كل العرب لتكوين الصداقات إضغط أسفل هنا


ملاحظة: تقوم بعض المجموعات بتغير صورة المجموعة بعد نشرها في الموقع من قبل مالك المجموعة، لذلك نحن غير مسؤولون عن الصورة الجديدة.
NameEmailMessage

google-playkhamsatmostaqltradent